خاتمة الرسالة

أول الأمر وآخره: معاملة الله وحده والانقطاع إليه بكلية القلب

فإذا اجتمعتْ فيه هذه الخصالُ الثلاثة (?)، وسَاعَدَهُ التوفيقُ فهو من القسم الذين (?) سَبقَتْ لهم من ربهم الحُسْنَى، وتَمَّتْ لهم العناية.

وهؤلاء هم القسم الأوّل المذكورون في قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: "مَثَلُ ما بعثني اللهُ به من الهدى والعلم" الحديث، وقد تقدم.

فصل

ثمَّ ذكر الشيخ -رضي الله عنه وأرضاه- أخبارَ الرَّكْبِ وأشياءَ، إلى أن قال: هذا، وأول الأمر وآخره: إنما هو معاملةُ الله وحده، والانقطاعُ إليه بكُلِّيَّهِ القلب، ودوامُ الافتقارِ إليه، فلو وَفَّى العبدُ هذا المقامَ حقَّه لرأى العجبَ العجيبَ من فضلِ ربّه وبرّه ولطفه ودفاعه عنه، والإقبالِ بقلوب عبادِه إليه، وإسكانِ الرّحمة والمحبةِ له في قلوبهم، ولكن نقول: رَبَّنا غَلَبَ علينا لُؤْمُنا، وجهلُنا وظلمُنا وإساءتُنا من أدلِّ شيءٍ منه، فها نحن مُقِرُّون بالتفريط والتقصير، ومَن ادّعى منّا عندك وَجاهةً فليس إلَّا ذليلٌ حقيرٌ، فإن تَكِلْنا إلى أنفسِنا تَكِلْنا إلى ضَيْعَةٍ وعجز وذنب وخطيئة؛ فوا حسرتاه ووا أسفاه على رضاك! ولو غضب كل أحدٍ سواك، وعلى إيثار طاعتِك ومحبتِك على ما سواهما، وعلى صدق المعاملة معك.

فليتَكَ تَحْلُو والحياةُ مَرِيرةٌ ... وليتَكَ تَرضَى والأَنامُ غِضَابُ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015