أعطاهم الله أموالاً ومنْزلةً ... من الملوك بلا عقْلٍ ولا دينِ
ما شِئت منْ بغْلةٍ سفواء ناجيةٍ ... ومنْ ثيابٍ وقوْلٍ غيْر موزونٍ
وقال بعضهم في تشبيه الشيء بالشيء، وهذا شعر ينبغي أن يُحفظ:
وهيَّجَ صوْت النَّاعجات عشيَّةً ... نوائح أمثال البغالِ النَّافرِ
يمخِّطْنَ أطراف الأنُوف حواسراً ... يُظاهرْن بالسَّوءات هُدل المشافرِ
بكى الشَّجْو ما دون اللَّهى من حُلُوقها ... ولمْ يبْكِ شجْواً ما وراء الحناجرِ
وما سمعنا في صفة النوائح المستأجرات، وفي اللواتي ينتحلن الحزن وهنَّ خليَّات بالٍ، بأحسن من هذا الشعر.
وها هنا باب من الشعر حسن، وليس من هذا بعينه، ولكنه قد يُشاكله من باب. قال الشاعر:
ألا لا يُبالي البُرْدُ منْ جرَّ فضْله ... كما لا تُبالي مُهْرةٌ منْ يقودها
وقال آخر:
لا يحفْلُ البُردُ منْ أبْلى حواشيهُ ... ولا تُبالي على من راحت الإبلُ