الرسائل للجاحظ (صفحة 364)

مشينا مشية الليث ... بدا واللَّيث غضبانُ

بضربٍ فيه توهين ... وتضجيعٌ وإذعانُ

وطعنٍ كفم الزِّق ... وهي والزِّقُّ ملآنُ

وفي الشر نجاةٌ حي ... ن لا ينجيك إحسانُ

حدثنا أبو مسهر عن أبيه عن خالد بن عمرو الكلبيّ قال: كنا مع أبي برْزة الأسلمشِّ في غزاة، فكان منا رجل يمتار لنا الميرة ويقوم بحوائجنا، فإذا أقبل قلنا: جزاك الله خيرا. فغضب لدعائنا، فشكونا ذلك إلى أبي برزة، فقال أبو برزة: كنا نسمع أن من لم يصلحه الخير أصلحه الشر، فاقلبوا له. فكنا نقول له إذا أتانا بالحوائج: جزاك الله شرّاً وعرّاً، فيضحك لذلك.

وأنشدني رجلٌ عن بعض الأعراب:

أرى الحلم في بعض المواطن ذلّةً ... وفي بعضها عزّاً يُشرَّف فاعله

إذا أنت لم تدفع بحلمك جاهلاً ... سفيهاً ولم تقرنْ به من يُجاهله

لبست له ثوب المذلّة صاغراً ... فأصبح قد أودى بحقِّك باطله

طور بواسطة نورين ميديا © 2015