الرسائل للجاحظ (صفحة 363)

فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: إلى أين يا أبا ليلى؟ فقال: إلى الجنّة. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إلى الجنّة إن شاء الله ".

ثم رجع في قصيدته فقال:

ولا خير في جهلٍ إذا لم يكن له ... حليمٌ إذا ما أورد الأمر أصدرا

ولا خير في حلمٍ إذا لم تكن له ... بوادر تحمي صفوه أن يكدَّرا

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا فضَّ الله فاك ". قال: فأتتْ عليه عشرون ومائة سنة، كلما سقطت له سنٌّ اثَّغرت أخرى مكانها؛ لدعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم.

فهذا أحسن ما رُوي في البادرة التي يُصان بها الحلم.

وقال الشاعر الجاهلي:

صفحنا عن بني ذُهلٍ ... وقلنا: القوم إخوانُ

عسى الأيام أن يرجع ... ن حيّاً كالذي كانوا

فلما صرَّح الشَّرُّ ... وأمسى وهو عُريانُ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015