الرسائل للجاحظ (صفحة 232)

لقوة الأبدان من طلب الطوائل مع قلة الهدوء والجهل بمنافع الجمام، وإعطاء الحالات أقسامها من التدبير.

ولا أعلم تجارة أكثر خسراناً ولا أخف ميزاناً من عداوة العاقل العالم، وإطلاق لسان الجليس المداخل، والشعار دون الدثار، والخاص دون العام.

والطالب - جُعلت فداك - بعرض ظفرٍ ما لم يخرج المطلوب، وإليه الخيار ما لم تقع المنازلة. ومن الحزم ألا تخرج إلى العدو إلا ومعك من القوى ما يغمر الفضلة التي ينتجها له الإخراج. ولا بد أيضاً من حزمٍ يحذرك مصارع البغي، ويخوفك ناصر المطلوب.

وبعد - أبقاك الله - فأنت على يقينٍ من موضع ألم الغيظ من نفسك، والغيظ عذاب. ولربما زاد التشفي في الغيظ ولم ينقص منه. ولست على يقين من نفوذ سهمك في صيدك كما أيقنت بموضع الغيظ من صدرك.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015