الرسائل للجاحظ (صفحة 1324)

فصل منه

ولم نر الكبر يسوغ عندهم ويستحسن إلا في ثلاثة مواضع: من ذلك أن يكون المتكبر صعباً بدوياً، وذا عرضية وحشياً، ولا يكون حضرياً ولا مدرياً، فيحمل ذلك منه على جهة الصعوبة ومذهب الجاهلية، وعلى العنجهية والأعرابية.

أو يكون ذلك منه على جهة الانتقام والمعارضة، والمكافأة والمقابلة.

أو على أن لا يكون تكبره إلا على الملوك والجبابرة، والفراعنة وأشباه الفراعنة.

وصاحبك هذا خارج من هذه الخصال، مجانب لهذه الخلال. إن أصاب صديقاً تعظم عليه، وإن أتاه ضيف تغافل عنه، وإن أتاه ضعيف من عليه، وإن صادف حليماً اعتمر به.

وينبغي أن يكون خضوعه لمن فوقه على حسب تكبره على من دونه.

ومن صفة اللئيم أن يظلم الضعيف، ويظلم نفسه للقوي، ويقتل

طور بواسطة نورين ميديا © 2015