الحقّ أغضبك، لا تشتم حتى ترهب، ولأن تتركه أمثل.
وقال شدّاد: لقد كلّمتها وأنا أظنّ أنّي أفي بأهل نجد، وما نزعت عنّي إلّا وأنا عند نفسي لا أفي بأمتي.
وقال الأصمعيّ: قال عيسى بن عمر: قال ذو الرّمّة: قاتل الله أمة آل فلان السّوداء، ما كان أفصحها وأبلغها! سألتها كيف كان المطر عندكم؟ قالت: غثنا ما شئنا.
أنّ لقمان الحكيم منهم، وهو الذي يقول: ثلاثة لا تعرفهم إلّا عند ثلاثة: الحليم عند الغضب، والشّجاع عند الخوف، والأخ عند حاجتك.
وقال لابنه: إذا أردت أن تخالط رجلا فأغضبه قبل ذلك، فإن أنصفك وإلّا فاحذره.
ولم يرووا ذلك عنه إلّا وله أشياء كثيرة. وأكثر من هذا مدح الله إيّاه وتسميته الحكيم، وما أوصى به ابنه.
ومنهم: سعيد بن جبير، قتله الحجّاج قبل موته بستّة أشهر وهو ابن تسع وأربعين سنة، ومات الحجّاج وهو ابن ثلاث وخمسين سنة. وكان سعيد أورع الخلق وأتقاهم، وكان أعظم أصحاب ابن عبّاس. وأصحاب الحديث يطعنون في الذي يجيء من قبل أصحاب ابن عباس حتى يجيء [من] سعيد إبن جبير. وأبوه مولى بني أسد، وهو مولى بني أميّة، وقتل يوم قتل والناس يقولون: كلّنا محتاج إليه.
ومنهم: بلال الحبشيّ رضي الله عنه، الذي يقول فيه عمر بن الخطاب رضي الله عنه: إن أبا بكر سيّدنا وأعتق سيّدنا، وهو ثلث الإسلام.
ومنهم: مهجع، وهو أوّل قتيل قتل بين الصّفّين في سبيل الله.