تولاك الله وحفظك، وأسعدك بطاعته، وجعلك من الفائزين برحمته.
ذكرت- أعاذك الله من الغشّ- أنّك قرأت كتابي في محاجّة الصّرحاء للهجناء، وردّ الهجناء، وجواب أخوال الهجناء، وأنّي لم أذكر فيه شيئا من مفاخر السّودان. فاعلم حفظك الله أنّي أخّرت ذلك متعمّدا.
وذكرت أنّك أحببت أن أكتب لك مفاخر السّودان، فقد كتبت لك ما حضرني من مفاخرهم.
قال الأصمعيّ: قال الفزر عبد فزارة وكانت في أذنه خربة: إنّ الوئام يتترّع في جميع الطّمش: لا يقرب العنز الضّأن ما وجدت الماعز، وتنفر الشّاء من المخلب ولا تأنس بالخفّ.
وأنشد أبو زيد النّحويّ:
لولا الوئام هلك الإنسان
وقال شدّاد الحارثيّ- وكان خطيبا عالما-: قلت لأمة سوداء بالبادية:
لمن أنت يا سوداء؟ قالت: لسيّد الحضر يا أصلع. قال: قلت أولست سوداء؟ قالت: أولست أصلع؟ قلت: ما أغضبك من الحق. قالت: