وقد قلنا في مناقب جميع الأصناف بجمل ما انتهى الينا وبلغه علمنا؛ فإن وقع ذلك بالموفقة فبتوفيق الله وصنعه، وإن قصّر دون ذلك فالذي قصّر بنا نقصان علمنا، وقلّة حفظنا وسماعنا. فأمّا حسن النّيّة، والذي نضمر من المحبّة والاجتهاد في القربة، فإنا لا نرجع في ذلك إلى أنفسنا بلائمة. وبين التقصير من جهة التفريط والتّضييع، وبين التقصير من جهة العجز وضعف العزم، فرق.

ولو كان هذا الكتاب من كتب المناقضات، وكتب المسائل والجوابات، وكان كلّ صنف من هذه الأصناف يريد الاستقصاء على صاحبه، ويكون غايته إظهار فضل نفسه وإن لم يصل إلى ذلك إلّا بإظهار نقص أخيه ووليّه، لكان كتابا كبيرا، كثير الورق عظيما، ولكان العدد الذين يقضون لمؤلّفه بالعلم والاتّساع في المعرفة أكثر وأظهر، ولكنّا رأينا أنّ القليل الذي يجمع خير من الكثير الذي يفرّق.

ونحن نعوذ بالله من هذا المذهب، ونسأله العون والتسديد، إنه سميع قريب، فعّال لما يريد.

تم الكتاب والله المنة، وبيده الحول والقوة والله الموفق للصواب الحمد لله وحده وصلواته على سيدنا محمد نبيه وآله الطيبين الطاهرين وسلامه وهو حسبنا ونعم الوكيل.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015