وأنتق أرحاما، وأشدّ عصبا وأتمّ عظاما، وأبداننا أحمل للسلاح، وتجفافنا أملأ للعيون.

ونحن أكثر مادّة، وأكثر عددا وعدّة.

ولو أنّ يأجوج ومأجوج كاثروا من وراء النّهر منّا لظهروا عليهم بالعدد.

فأمّا الأيد وشدّة الأسر، فليس لأحد بعد عاد وثمود والعمالقة والكنعانيّين مثل أيدنا وأسرنا.

ولو أن خيول الأرض وفرسان جميع الأطراف جمعوا في حلبة واحدة، لكنّا أكثر في العيون، وأهول في الصّدور.

ومتى رأيت مواكبنا وفرساننا، وبنودنا التي لا يحملها غيرنا، علمت أننا لم نخلق إلّا لقلب الدّول، وطاعة الخلفاء، وتأييد السلطان.

ولو أنّ أهل التبت ورجال الزابج، وفرسان الهند، وحلبة الرّوم، هجم عليهم هاشم بن أشتا خنج لما امتنعوا من طرح السّلاح والهرب في البلاد.

ونحن أصحاب اللّحى وأرباب النّهى، وأهل الحلم والحجا، وأهل الثّخانة في الرأي، والبعد من الطّيش. ولسنا كجند الشّام المتعرّضين للحرم، والمنتهكين لكلّ محرم.

ونحن ناس لنا أمانة وفينا عفّة. ونحن نجمع بين النّزاهة والقناعة والصّبر على الخدمة، والتجمير عند بعد الشّقّة. ولنا الطّبول المهولة العظام والبنود، ونحن أصحاب التجافيف والأجراس، والبازيكند واللّبود الطّوال، والأغماد المعقّفة والشّوارب المعقربة، والقلانس الشاشيّة، والخيول الشهرية، والكافر كوبات والطّبرزينات [في الأكفّ] ، والخناجر في الأوساط. ولنا حسن الجلسة على ظهور الخيل. ولنا الأصوات التي تسقط منها الحبالى.

وليس في الأرض صناعة غريبة من أدب وحكمة، وحساب وهندسة،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015