ويقال لهم: فإنّا نردّ الأمر إليكم: أرأيتم لو أمرتم ان تختاروا بين عليّ وسعد إماما كيف كنتم تصنعون حتى توجدونا أنّ سعدا أو [لى] من عليّ؟ قولوا كيف شئتم؛ قد علمتم أن هذا الأمر، إن كان بالحسب، فإنّ سعدا ليس من شكل عليّ، وعليّ هاشميّ الأبوين وكان أوّل هاشميّ الأبوين كان في الأرض، ولده أبو طالب بن عبد المطّلب بن هاشم من فاطمة بنت أسد بن هاشم، وهم أربعة: عليّ وجعفر وعقيل وطالب؛ ثمّ هو صهر رسول الله صلى الله عليه وسلم وابن اخي حمزة والعبّاس؛ ثم الذي يجمع أبا النبي صلى الله عليه وسلم وأبا طالب [الجد] الأدني بالأمّ التي جمعهتهما.
فإن كان هذا الأمر إنّما يستحقّ بالرواية فليس لسعد في ذلك حرف واحد ممّا يوجب له الإمامة والتفضيل على جميع الأمّة وما أكثر [من] روى [فيه الرواية] ولكن تلك الرواية ليست من شكل الرواية في علي بن أبي طالب، [فإن] ذكرنا أهل التقدمة في الإسلام والسبق إليه فأدنى حالاته أن يكون مذكورا معهم، وإن ذكر أهل الزهد والتقشّف والظلف والنزاهة وقلّة الركون إلى الدنيا والميل لى اللذّات فأدنى [حالاته] أن يكون مذكورا معهم، وليس بعد هذه الأمّهات شيء يستحقّ به الخلافة إلّا ما حددنا وذكرنا، وكلّهنّ مجموعات في عليّ بن أبي طالب ومتفرّقات في سواه، فقد فوّضنا الأمر في سعد إليكم: فقولوا كيف شئتم: فإن سددتم قدمتم عليّا، وإن تركتم السد [د] كفيتمونا [....] فيكم وأعفيتمونا من ذكركم وشغل القلوب بكم.
وأمّا طلبه بدم عثمان، فليس ذلك مستنكرا إذ كانت غايته الاستيثاق منهم إلى أن يقوم حاكم الجماعة؛ ونحن لا نخالفكم أنّ قاتل عثمان من