طالب حتى ايام الجاحظ، مائة وست عشرة سنة.

ومن خصال هاشم ان الأذكار فيهم غالب، مع كثرة الولد وقد احصي آل ابي طالب فكانوا نحو الفين وثلاثماية. أما في سائر البلدان عدا خرسان فلا نجد الا مئناثا. ولذا كان عدد الاناث اكثر من عدد الذكور ولهذا السبب احل الله للرجل ان يتزوج اربع حرائر وما ملكت يمينه من الاماء لكي لا تبقى امرأة دون زوج.

ومن خصال هاشم الشجاعة ومنازلة الاقران والتقى. فكان علي بن ابي طالب اشجع الناس واكثرهم فتكا بالرؤساء والسادة والقادة. وكان اسبقهم الى الاسلام وازهدهم في الاموال.

اما مكة فهي المدينة المقدسة، وفيها بيت الله الحرام الذي يضم الحجر الاسود. وفيها ايضا بئر زمزم الذي يشرب منها البدو والحضر.

وبسبب قدسيتها لم يطأها عدو ظالم الا قهره الله. فصاحب الحبشة رام تدنيسها فارسل الله على جيشه جماعات الطير ترميهم بالحجارة. ولذا عاش اهلها احرارا لم يخضعوا لطاغية او غاز ولا يؤدون الاتاوة لأحد.

واذا دخلها ملك فلاجل تأدية فريضة الحج او التبرك والتعظيم كما فعل تبع ملك اليمن وبعض ملوك غسان ولخم.

ان الجاحظ يكتب صفحة من تاريخ مكة يحاول ان يظهر فيها ان تلك المدينة المحرمة لم تقهر ولم تغلب ولم تدسها اقدام الطغاة منذ القدم. وأن اهلها من قريش أعز الناس وأفضلهم أخلاقا.

بعد مكة يتحدث ابو عثمان عن المدينة، فيلاحظ انها تختص بخاصة فريدة هي طيب تربتها وهوائها. فان من يمر بها يشم رائحة زكية تفوح من حيطانها وارضها لا تشبهها رائحة في الدنيا. ولذا صنعوا الخرز والعقود من بلحها واترجها تحملها الصبيان والنساء في اعناقها. ولذا سميت طيبة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015