حطّان، وبيوسف بن عمر، وباياس بن معاوية، وبمعن بن زائدة، وبعقبة بن سلم، وبرجال ناهيك بهم رجالا وبأعلام كفاك بهم أعلاما.
ورأيتك تقول: إن كان الفضل في النكاية وفي الشدة والصلابة فقصار كل شيء أشد ضررا وأدق مدخلا وأظهر قوة وجلدا، كالحجارة أصلبها الحصى، وكالحيات أقتلها الأفعى، وكالبعوض أضرها القرقس وكالعقارب أقتلها الجرارات وكذلك أحرار الطير وبغاثها وصغار البراغيث وكبارها.
وقلت: إن كان الفضل في العدد فمنا يأجوج ومأجوج، ومنا الذر والفراش، ومنا الدعاميص والبعوض، ومنا الرمل والتراب وقطر السحاب.
واحتججت بأن الحسن والفضل لصغار ما في الأنسان كالناظرين والانثيين وحبة القلب وأم الدماغ. وزعمت أن الإنسان إذا طال جسمه وامتد شخصه أسرع الإنهدام إلى بدنه والإنحناء إلى ظهره، وأن القصير لا يتقوس ظهره ولا يميل عنقه ولا يضطرب شخصه ولا تعوج عظامه، ويسعه كل باب ويقطعه كل ثوب ولا تخرج رجلاه من النعش ولا تفضلا عن الفراش، وهو بعد أخف على القلوب وأخلط بالنفوس وأبعد من السماجة وأدخل في كل باب ملاحة.
وقلت: وتقول الناس: ما هو إلا فلفلة، وما هو إلا زنبقة، وما هو إلا شرارة، وما لسانه إلا لسان ضبة. ولم أزل أراك تقدم العرض على الطول وتزعم أن الأرض لم توصف بالعرض دون الطول إلا لفضيلة العرض على الطول. وذلك كقول الشعراء ووصف العلماء، وقال الشاعر:
كأنّ بلاد الله وهي عريضة ... على الخائف المطلوب كفّة حابل
ولم يقل: كأن بلاد الله وهي طويلة. وقال آخر:
وفي الأرض للمرء العريضة مذهب