فإذا كان الأمل يخبر بالحسب فالحسب ثاقب، والمجد راسخ. وإن كان الشّأن في صناعة الكلام وفي القدم والرّياسة، وفي خلف يأثره عن سلف، وآخر يلقاه عن أوّل، فلكم ما لا يذهب عنه جاحد، ولا يستطيع جحده معاند.
فصل منه: وأسماؤكم وكناكم بين فرج ونجح، وبين سلامة وفضل، ووجوهكم وفق أسمائكم، وأخلاقكم وفق أعراقكم، لم يضرب التفاوت فيكم بنصيب.
وبعد هذا فإنّي أستغفر الله من تفريطي في حقوقكم، وأستوهبه طول رقدتي عما فرضته لكم.
ولا ضير إن كان هذا الذي قلنا على إخلاص وصحّة عهد، وعلى صدق سيرة وثبات عقد. ينبو السّيف وهو حسام، ويكبو الطّرف وهو جواد، وينسى الذّكور، ويغفل الفطن.
ونعوذ بالله تعالى من العمى بعد البصيرة، والحيرة بعد لزوم الجادّة.
كان أبو الفضل- أعزّه الله- على ما قد بلغك من التبرّع بالوعد وسرعة الإنجاز وتمام الضّمان وعلى الله تمام النّعمة والعافية.
وكان- أيدّه الله- في حاجتي، كما وصف زيد الخيل نفسه حين يقول:
وموعدتي حقّ كأن قد فعلتها ... متى ما أعد شيئا فإني لغارم
وتقول العرب: «من أشبه أباه فما ظلم» ، تقول: لم يضع الشّبه إلّا في موضعه، لأنّه لا شاهد أصدق على غيب نسبه وخفيّ نجله من الشّبه