وما أحسن في مثل ... ك أن ينهتك السّتر
قال (صاحب الجواري) :
فنحن نترك ما أنكرت علينا ونقول: لو لم يكن حلال ولا حرام، ولا ثواب ولا عقاب، لكان الذي يحصّله المعقول ويدركه الحسّ والوجدان، دالّا على أنّ الاستمتاع بالجارية أكثر وأطول مدّة؛ لأنه أقل ما يكون التمتّع بها أربعون عاما، وليس تجد في الغلام معنىّ إلّا وجدته في الجارية وأضعافه.
فإن أردت التفخيذ فأرداف وثيرة، وأعجاز بارزة لا تجدها عند الغلام. وإن أردت العناق فالثّديّ النواهد، وذلك معدوم في الغلام. وإن أردت طيب المأتى فناهيك، ولا تجد ذلك عند الغلام. فإن أتوه في محاشّه حدث هناك من الطّفاسة والقذر ما يكدّر كلّ عيش، وينغّص كلّ لذة.
وفي الجارية من نعمة البشرة ولدونة المفاصل، ولطافة الكّفين والقدمين، ولين الأعطاف، والتثنّي وقلّة الحشن وطيب العرق ما ليس للغلام، مع خصال لا تحصى، كما قال الشاعر:
يصف جودة القدّ وحسن الخرط، ويفرق بين المجدولة والسّمينة.
وقولهم «مجدولة» يريدون جودة العصب وقلّة الاسترخاء، ولذلك قالوا: خمصانة وسيفانة، وكأنها جانّ، وكأنّها جدل عنان، وكأنّها قضيب خيزران. والتثنّي في مشية الجارية أحسن ما فيها، وذلك في الغلام عيب؛ لأنّه ينسب إلى التخنيث والتأنيث- وقد وصفت الشعراء المجدولة في أشعارها، فقال بعضهم:
لها قسمة من خوط بان ومن نقا ... ومن رشأ الأقواز جيد ومذرف