فليراجع، فأما إعفاء اللحى فإنه جمال للرجال، ولا ينكر ذلك إلا من أعمى الله بصيرته، وقد جعل الله اللحى فرقًا بين الرجال والنساء. وقد تقدم في صفة النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه كان كث اللحية ضخمها عظيمها، وكان مع ذلك أجمل الناس وأحسنهم منظرًا، وكان يشبه أباه إبراهيم خليل الرحمن، وتقدم في صفة موسى عليه الصلاة والسلام أنه كان كث اللحية. وفي صفة هارون عليه الصلاة والسلام أنه كان يشبه أخاه موسى، وفي بعض الروايات في حديث الإسراء أن لحية هارون تكاد تصيب سرته من طوله، وعلى هذا فهل يقول مسلم عاقل إن النبي - صلى الله عليه وسلم - قد شوه منظره بلحيته الكثة الضخمة العظيمة، وأن إبراهيم، وموسى، وهارون قد شوهوا مناظرهم بلحاهم الكثة العظيمة، كلا لا يقول ذلك من له مسكة من عقل ودين.
وإذا علم هذا فليعلم أيضًا أن أهل اللحى الكثة من المسلمين لهم أسوة بالخليلين وبغيرهما من الأنبياء والمرسلين، وقد قال الله تعالى: {أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهِ}، وقال تعالى: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو