رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «عشر من الفطرة»، وذكر منها قص الشارب وإعفاء اللحية، والفطرة هي السنة التي كان عليها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وكان عليها الأنبياء والمرسلون من قبله، وتقدم أيضًا ما حكاه ابن حزم من الإجماع على أن قص الشارب وإعفاء اللحية فرض، وفي كل ما تقدم ذكره من الأحاديث والإجماع أبلغ رد على ما في كلام الكاتب من التقول على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وما فيه أيضًا من التخبيط والتلبيس على ضعفاء البصيرة.
وأما زعمه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال حديثا يزجر به الذين شوهوا مناظرهم بلحاهم الكثة، فهو أيضًا من التقول على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وقد تواتر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: «من كذب علي متعمدًا فليتبوأ مقعده من النار».
وأما زعمه أن اللحى الكثة تشوه مناظر أهلها فهو من قلب الحقيقة؛ لأن الذي يشوه وجوه الرجال على الحقيقة هو التمثيل باللحى بالحلق أو النتف، بحيث يصير وجه الشاب شبيهًا بوجه المرأة الشابة، ويصير وجه الشيخ شبيهًا بوجوه العجائز، وقد ورد الوعيد الشديد على التمثيل بالشعر، وتقدم ذكره في أثناء الكتاب