كان حريصاً على متابعة الرسول - صلى الله عليه وسلم - والعمل بما كان عليه هو وأصحابه رضي الله عنهم, والبعد عن المحدثات التي تخالف ما كان عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه رضي الله عنهم, وكان رحمه الله تعالى شديداً على أهل البدع قامعاً لهم, فما سمعتُ عن أحد من المفتونين بالمولد النبوي وإقامة الولائم في المآتم أنه تجرأ في زمانه على معارضة الخطباء في الحرمين الشريفين ونشر المقالات في الصحف وغير الصحف في ذمهم وذم خطبهم والازدراء بها, ولا أن أحداً في زمانه حاول توسيع نطاق البدع والاحتفال بالأمور التي لم يحتفل بها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه رضي الله عنهم كيوم الهجرة ويوم الإسراء والمعراج ويوم بدر ويوم أحد ويوم فتح مكة, ولو كان الاحتفال بهذه الأيام جائزاً لما أهمله رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه رضي الله عنهم, والله المسئول المرجو الإجابة أن يوفق ولاة أمور المسلمين للأخذ على أيدي الظالمين عامة وعلى يد الظالم للخطباء في الحرمين الشريفين خاصة وأن يأطروهم على الحق أطراً, ولا يتركوا لهم مجالاً في ذم الخطباء الناصحين وذم خطبهم من أجل ما يكون فيها من ذم الاحتفال بالمولد النبوي وولائم المآتم وغيرها من أنواع البدع والمنكرات, وقد جاء عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: «والذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر ولتأخذن على يد المسيء - وفي رواية على يد الظالم - ولتأطرنه على الحق أطراً أو ليضربن الله قلوب بعضكم على بعض أو ليلعنكم كما لعنهم» أي كما لعن بني إسرائيل على ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والأخذ على يد الظالم.
الوجه الثالث أن يقال: أما قول الكاتب عن الناحية الوطنية التي ذكرها أنه لا دخل للدين فيها وأنه لا مانع من الاحتفال بذكرى اليوم