بالخير وحسن الجزاء ثانياً, ولا بأس من أن نقيم الولائم ونعقد اللقاءات نستعيد التاريخ وندرس الأسباب التي هيأت للملك عبد العزيز - رحمه الله وأحسن إليه - تحقيق هذه الوحدة والتي تثبت أن في مقدمتها تقوى الله وحسن النية {ومن يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب} وإنما الأعمال بالنيات ولكل امرئ ما نوى.
والجواب عن هذا من وجوه أحدها أن يقال: إن هذه الجملة التي ذكر فيها الكاتب بعض ما للملك عبد العزيز رحمه الله تعالى من المآثر الحميدة إنما أوردها تمهيداً لما يحاول الحصول عليه من الاحتفال باليوم الوطني واتخاذه عيداً سنوياً يصلي فيه ويلهو ويلعب ويقيم الولائم ويعقد اللقاءات ويضاهي ما شرعه الله للمسلمين من الأعياد السنوية ويتخذ من ذلك طريقاً إلى المطالبة بالاحتفال بالمولد النبوي وولائم المآتم جهاراً, خلاف ما هم عليه الآن من كتمان هذه الاحتفالات المبتدعة وعملها في السر دون العلانية, وسوف لا تتم للكاتب مقاصده السيئة إن شاء الله تعالى لما ذكرته قريباً أن ولاة الأمور في الحرمين الشريفين وفي جميع الجزيرة العربية ليسوا من أهل البدع ولا ممن يؤيد البدع وأهل البدع, وإنما هم من أهل السنة والجماعة, وأهل السنة والجماعة لا يستجيزون إحداث الاحتفالات والأعياد التي لم يكن عليها الأمر في عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعهد أصحابه رضي الله عنهم, ولا تستفزهم المحاولات السيئة من أهل البدع وأعوان الشيطان الذين يحاولون توسيع نطاق البدع وإظهارها في البلاد الإسلامية.
الوجه الثاني أن يقال: لو كان الاحتفال باليوم الوطني جائزا لكان الملك عبد العزيز رحمه الله تعالى أول من يحتفل به, ولكنه رحمه الله تعالى