وابن سينا ذكر في آخر إشاراته الكلام على مقامات العارفين بحسب ما يليق بحاله وذلك يعظّمه من لم يعرف الحقائق الإيمانية والمناهج القرآنية.
وأبو حامد الغزالي قد ذكر شيئًا من ذلك في بعض كتبه لا سيما الكتب المضنون بها على غير أهلها ومشكاة الأنوار وجواهر القرآن وكيمياء السعادة ونحو ذلك ولهذا قال صاحبه أبو بكر بن العربي شيخُنا أبو حامد دخل في بطن الفلاسفة ثم أراد أن يخرج منه فما قدر.
لكن أبو حامد مع هذا يُكَفِّر الفلاسفةَ في غير موضع وبيَّن فسادَ طريقتهم وأنها لا تُحَصِّل المقصود وهو في آخر عمره اشتغل بالبخاري ومات على ذلك ولهذا قيل إنه رجع عن هذه الكتب ومن الناس من يقول إنها مكذوبة عليه ولهذا كَثُر كلامُ الناس فيه لأجلها كما تكلَّم المازَرِيُّ والطرطوشي وأبو [الحسن] المرغيناني والقُشَيري وابن عقيل وابن الجوزي والقرطبي