وآخرون من المتصوِّفة ظنوا أن طريقتهم في أنهم يعرفون الرب ابتداء ثم يعرِفُون به المخلوقات هو مدلول الآية والآية دلت على [أن] شهادة الله بصدق القرآن كافية عن الآيات العيانية التي سنريهم إياها في الآفاق وفي أنفسهم.
ولا ريب أن صدق القرآن المعلوم بها وبما أَرْسَل به الرسل من الآيات والمعلوم بدلائل الأنفس والآفاق يتضمن من العلم أضعافَ ما ذكره هؤلاء فإنَّ ذلك من العلم بالله وأسمائه وصفاته وملائكته وأنبيائه وأمره ونهيه ووعده ووعيده وغير ذلك مما يتضمن الحق مما ذكروه وما لم يذكروه مع تنزيهه عما يدخل في كلامهم من الباطل وهذه الأمور مبسوطة في غير هذا الموضع.