من اتحاد اللاهوت والناسوت.

ولا يقال في الحلول الخاص قلم وعقل وكرسي وعرش وغير ذلك مما سنذكره فإنَّ هذا كلَّه إنما يطابق قول أهل الوحدة والاتحاد العام.

وإن حُمِل كلامه على الحلول العام فذاك لا فرقَ فيه بين شيء وشيء ولا طريق الخاصة والعامة بل هو عند هؤلاء ما ثَمَّ إلا وجود الذات لكن هؤلاء يتناقضون أكثر من تناقض غيرهم فإن الحس والعقل يشهد بتعدد الموجودات فمن أراد أن يجعل المتعددات شيئًا واحدًا فلا بد أن يتناقض.

وكذلك أهل الاتحاد الخاص يتناقضون وأن الاثنين لا يكونان واحدًا إلا إذا استحالا جميعًا فصارا شيئًا ثالثًا كما يختلط الماء واللبن والماء والخمر فيصير ذلك أمرًا مختلطًا ممتزجًا ليس ماءً محضًا ولا لبنًا محضًا.

ولهذا النصارى تارة تقول إن اللاهوت والناسوت صارا كالماء واللبن وهذا يقوله من يقوله من اليعاقبة وتارة يقولون صارا كالنار والحديد كما يقوله من يقوله من الملكية وأما

طور بواسطة نورين ميديا © 2015