أبطلوا التوحيد بالتثليث والثاني بالحلول ودعوى إلهية المسيح.
وقد ذمهم يحيى بن عدي ونحوه أنْ شَبَّهوا قولَهم هذا بقول الفلاسفة في العقل والعاقل والمعقول وجعل مذهب الفلاسفة حُجَّةً له وهذا من ضلالهم فإن الفلاسفة أضل منهم ومذهبهم أشد فسادًا في المعقول والمنقول.
ثم إن الفلاسفة تقول إنه عاقل ومعقول وعَقْل ولذيذ ومُلتذٌّ ولذَّة وعاشق ومعشوق وعشق وتقول ذلك كله واحد ليس فيه معان متعددة أصلاً بل العلم عين العالم والعلم عين القدرة وعين العناية التي هي الإرادة والحب هو المحبوب وهو المحب ومذهبهم بعد التصور التام أشد تناقضًا من قول النصارى بالتثليث.
فمن قال إن العلم هو العالم والقدرة هي القادر واللذة هي الملتذ والمحبة هي المحب وقال العلم هو القدرة والقدرة هي المحبة واللذة فقد جعل الصفات هي الموصوفات وجعل كل صفة هي الأخرى وهو كمن جعل الأعراض هي الجواهر وجعل كل عَرَض هو الآخر كمن جعل السواد هو الحركة والحركة هي الطعم والطعم هو الحياة والحياة هي اللذة وجعل الحركة هي المتحرك وهذا من أعظم السفسطة وأعظم الباطل!!