له بِمَ عرفتَ ربك قال بالجمع بين النقيضين وتلا قوله هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (3) [الحديد 3] .
وأراد أبو سعيد أن المخلوق لا يكون هو الأول الآخر الظاهر الباطن بل هذا متضادٌ في حقِّه بخلاف الخالق ولم يرد أبو سعيد مذهب الحلول والاتحاد فإن أبا سعيد أعلى قدرًا من ذلك وإن كان له في الفناء كلامٌ أُنْكِر بعضُه وإن قُدِّر أن أبا سعيد وغيره أراد معنًى باطلاً فذلك المعنى مردود كائنًا من كان قائلُه.
ولما جرت بالديار المصرية من محنة هؤلاء الجهمية ما قد عرفه الناس وظهر مذهبهم وما قاله هذا وأمثاله حدثني بعض الأكابر الذين لهم قدرٌ ومنزلة معروفة أن النصارى لمَّا سمعوا هذا جعلوا يقولون يا مسلمين أنتم أنكرتم علينا قولنا إن المسيح هو الله وهؤلاء شيوخكم يقولون إن الله هو أبو سعيد الخراز فنحن خيرٌ منكم!!
ولقد صدق من قال إن قول النصارى خير من قول من قال إن الله