يكون في الرجل شعبة من النفاق والكفر، وإن كان معه من الإيمان ما يخرج به من النار ولا يخلد فيها، كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "يخرج من النار من قال لا إله إلّا الله، وكان في قلبه من الإيمان ما يزن ذرة" (?).
ومذهب أهل السنة والحديث: أن الإيمان يَتبعَّض؛ فبعضه يمنع الخلود في النار، وبعض الكفر والنفاق يقتضي دخول النار كسائر الكبائر.
وقوله - صلى الله عليه وسلم -: "فهو كما قال" مع أن الحالف لم يقصد أن يكون كافرًا، لا يستلزم أن يكون من حلف يمينًا غموسًا بنذر أو طلاق أو عتاق، لأنَّ هذا من باب الوعيد (?) كقوله - صلى الله عليه وسلم -: "من حلف يمينًا فاجرة ليقتطع بها مال امرئ مسلم لقي الله وهو عليه غضبان" (?) ثم غضبه عليه إذا لقيه يزول بالتوبة وبالحسنات الماحية وبغير ذلك؛ فكذلك كونه "كما قال" هو -أيضًا- وعيد يزول بالتوبة وبالحسنات الماحية.
وأما كونه مُطلِّقًا ومعتقًا وناذرًا فهو مشروط بقصد المتكلم بأسباب ذلك، أو بقصد حكم ذلك لأجل النزاع في الهازل، والحالف بذلك لم يقصد واحدًا منهما فلا نثبت حكم ذلك في حقه -كما أَنَّ المكره على ذلك لا يثبت في حقه حكم ذلك- ولكن هو داخل تحت الوعيد.
فقوله: "لقي الله وهو عليه غضبان" فهذا الوعيد لكل من حلف يمينًا فاجرة من أيمان المسلمين ولو كانت بنذر أو طلاق أو عتاق، ولهذا من