واحتج علي آخر بحديث الطنافسي عن الأعمش عن جامع حديث عمران بن حصين أن الله خلق الذكر.
فقلت: هذا وهم فيه -يعني: الطنافسي- وأبو معاوية يقول: كتب الله الذكر. قال: وكنت أصيح عليهم، وأرفع صوتي، وكان أهون عليَّ من كذا وكذا، وذهب الله بالرعب من قلبي، حتى لم أكن أبالي بهم ولا أهابهم، فلما يئسوا مني واجتمعوا عليَّ، قال لي عبد الرحمن: ما رأيت مثلك قط، من صنع ما صنعت؟ قلت له: القرآن، قد اجتمعت أنا وأنتم على أنه كلام الله، وزعمتم أنه مخلوق، فهاتوه من كتاب أو سنة، فقال لي ابن أبي دؤاد: وأنت تجد في كل شيء كتابًا وسنة؟
فلما يئس مني، قال: خذوه، وأدخل الأتراك أيديهم في أقيادي فجروني إلى موضع بعيد، وذكر قصة الضرب".
وأخبرني أبو عمرو -عثمان بن عمر- قال: حدثنا أحمد بن محمد بن هارون، قال: وأخبرنا أحمد بن محمد بن عبد الحميد الكوفي، قال: "سمعت عبيد بن محمد القصير قال: سمعت من حضر مجلس أبي إسحاق يوم ضرب أحمد بن حنبل، فقال له أبو إسحاق: يا أحمد! إن كنت تخشى من هؤلاء النابتة جئتك أنا في جيشي إلى بيتك حتى أسمع منك الحديث.
قال: فقال له: يا أمير المؤمنين! خذ في غير هذا واسأل عن العلم واسأل عن الفقه، أي شيء تسأل عن هذا؟
قال عبيد بن محمد: وسمعت من حضر مجلس أبي إسحاق يوم