ضرب أحمد بن حنبل، قال: التفت إليه المعتصم، فقال: تعرف هذا؟ قال: لا. قال: تعرف هذا؟ قال: لا. فالتفت أحمد فوقعت عينه على ابن أبي دؤاد فحول وجهه، فكأنما وقعت عينه على قرد، قال: تعرف هذا -يعني: عبد الرحمن-؟ قال: نعم. قال: قل: الله رب القرآن، قال: القرآن كلام الله. قال: فشهد ابن سماعة وقتلته، فقالوا: قد كفر، اقتله ودمه في أعناقنا".

وحدثني أبي، قال: حدثنا أبو جعفر بن بدينا أن صالح بن أحمد حدثهم، قال: "أخبرني رجل حضره، قال: تفقدته في هذه الأيام الثلاثة وهم يناظرونه ويكلمونه، فما لحن في كلمة، وما ظننت أن أحدًا يكون في شجاعته وشدة قلبه".

وحدثنا أبو إسحاق -إبراهيم بن إسحاق الشيرجي- قال: حدثنا أبو بكر المروذي، قال: "كان أبو عبد الله لا يلحن في الكلام، قال: وأخبرت أنه لما نوظر بين يدي الخليفة لم يتعلق عليه بلحن، حتى حكي أنه جعل يقول: فكيف أقول ما لم يقل؟! ".

قال أبو بكر المروذي: وقال لي ابن أبي حسان الوراق: "طلب مني أبو عبد الله وهو في السجن كتاب حمزة في العربية، فدفعته إليه، فنظر فيه قبل أن يمتحن".

أخبرني أبو عمرو -عثمان بن عمر- قال: حدثنا أبو بكر -أحمد بن محمد بن هارون- وأخبرنا محمد بن علي السمسار، قال: "رأيت شيخًا قد جاء إلى أبي عبد الله وهو مريض؛ فجعل يبكي

طور بواسطة نورين ميديا © 2015