أبو إسحاق يتكلم؟ قال: لا، إلا ساكت، إنما كان الأمر أمر ابن أبي دؤاد.
ثم قال أبو عبد الله: لم يكن فيهم أحد أرق علي من أبي إسحاق مع أنه لم يكن فيهم رشيد.
قال: وسمعت أبا عبد الله يقول: لما قلت: لا أتكلم إلا ما كان في كتاب أو سنة: احتج الأعمى الشافعي بحديث عمران بن حصين، خلق الله الذكر. قال: فقلت له: هذا خطأ رواه الثوري وأبو معاوية، وإنما وهم فيه محمد بن عبيد، وقد نهيته أن يحدث به. قال: فقال أبو إسحاق: أراه فقيهًا.
وأخبرني أبو عمرو -عثمان بن عمر- قال: حدثنا أحمد بن محمد بن هارون، قال: "وكتب إلي أحمد بن الحسين الوراق من الموصل، قال: حدثنا بكر بن محمد عن أبيه عن أبي عبد الله، قال: واجتمع عليَّ خلق من الخلق، وأنا بينهم مثل الأسير، وتلك القيود قد أثقلتني، قال: وكان يلغطون ويضحكون، وكل واحد منهم ينزع آية، وآخر يجيء بحديث؛ قال: والرئيس يسكتهم.
قال: فكان هذا يقول شيئًا، وهذا يقول شيئًا، وهذا يقول شيئًا، فقال لي واحد منهم: أليس يروى عن أبي السليل عن عبد الله بن رباح عن أبي كعب؟ فقلت: وأنا ما يدريك من أبو السليل؟ ومن عبد الله ابن رباح؟ ومالك ولهذا؟ قال: فسكت.
وقال لي آخر: ما خلق الله من سماء ولا أرض أعظم من آية الكرسي؛ فقلت: إنما هذا مثل، فسكت.