8 - الشيخ / محمد رشيد رضا (?) :
قال فى تفسيره - تفسير المنار (ج 9 ص 393 وما بعدها ط. الهيئة العامة للكتاب) :
ما جاء فى الآثار من أن عمر الدنيا سبعة آلاف سنة مأخوذ من الإسرائيليات التى كان يبثها زنادقة اليهود والفرس فى المسلمين حتى رووه مرفوعاً، وقد اغتر بها من لا ينظرون فى نقد الروايات إلا من جهة أسانيدها، حتى استنبط بعضهم ما بقى من عمر الدنيا، وللجلال السيوطى فى هذا رسالة فى ذلك قد هدمها عليه الزمان، كما هدم أمثالها من التخرصات والأوهام وما بث فى الإسرائيليات من الكيد للإسلام.
ثم نقل الشيخ (محمد رشيد رضا) كلام (الألوسى) السابق، ثم قال:
وقد مضت المائة التى كان فيها مؤلفه برأسها وذنبها وهى المائة الثالثة عشرة من الهجرة، ثم مضى زهاء نصف المائة التى بعدها وهى الرابعة عشرة، إذ نكتب هذا البحث فى سنة 1345 هـ ولم يظهر المهدى، فانهدم ولله الحمد ما بناه السيوطى عفا الله عنه من الأوهام التى جمعها كحاطب ليل، ولم يعرج فى مباحثها على ما كتبه أستاذه الأكبر ابن حجر فى نقد رواياتها. ثم ساق ما سبق نقله عن الحافظ فى الفتح 11 / 358.
ثم قال فى ص 398 أما زيادة جعفر بن عبد الواحد (وهى: إن أحسنت أمتى فبقاؤها يوم من أيام الآخرة - وذلك ألف سنة - وإن أساءت فنصف يوم) على حديث ابن زمل فى عمر الدنيا فهو موضوع جمع السيوطى بينه وبين حديث ابن زمل المجهول الذى حكم ابن الجوزى بوضعه ومزجها بسائر الروايات فى المسألة ولا يصح منها شئ يؤيد مراده، فكأن رسالته كلها مستنبطة من الخبرين الموضوعين أى المكذوبين على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فتأمل هداك الله تعالى ما يفعل الغرور بظواهر الروايات حتى فى أنفس المشتغلين بالحديث كالسيوطى الذى عد من الحفاظ، وأنكر ذلك زميله السخاوى وكلاهما من تلامذة الحافظ ابن حجر!
ثم قال فى ص 401: ليس فى عمر الدنيا حديث مرفوع صحيح ولا حسن وان الروايات فيه إما ضعيفة وإما موضوعة، وأن الراجح أن كل ما ورد فيها من مرفوع وموقوف ومن الآثار فهو من الإسرائيليات.
ثم قال فى ص 402: هذا كلام الأئمة المحققين، فالذين حاولوا تحديد عمر الدنيا ومعرفة وقت قيام الساعة إرضاء لشهوة الإتيان بما يهم جميع الناس ((?) ، لم يشعروا بانهم يحاولون تكذيب آيات القرآن الكثيرة الناطقة بأن الساعة من علم الغيب الذى استأثر الله تعالى به، وانها تأتيهم بغتة وهم لا يشعرون - أى على غير انتظار من أحد منهم ولا أدنى علم. وهذا البلاء كله من دسائس رواة الإسرائيليات وتلبيسهم على المسلمين بإظهار الإسلام والصلاح والتقوى، ومن وضع بعض الاصطلاحات العلمية فى غير موضعها..ككون كلام الصحابى فيما لا مجال للرأى والاجتهاد فيه له حكم الحديث المرفوع إلى النبى - صلى الله عليه وسلم -، ويجب تقييد هذا فيما لا يحتمل أن يكون من الإسرائيليات.
9 - العلآّمة محمد بن إسماعيل الأمير الصنعانى:
قال فى كتاب (رسالة شريفة فيما يتعلق بـ الأعداد للحروف، والأوفاق، وكم بقى من عمر الدنيا) (?) (ص 41) :
وما كان للسيوطى أن يعرض عن تعقبات الحافظ ابن حجر، بل كان يتعين عليه ذكرها وإقرارها أو ردها، فإن تركه لها يوهم الناظر فى كلامه وسكوته على تصحيح ابن جرير ليس كذلك كما عرفت.ثم قال (ص 50) : القول بتعيين مدة الدنيا من أولها إلى آخرها بانه سبعة آلاف سنة لم يثبت فيه نص يعتمد عليه، وغاية ما فيه آثار عن السلف وإن كانت لا تقال إلا عن توقيف فلعلها مأخوذة عن أهل الكتاب وفى أسانيدها مقال، وقد علم تغييرهم لما لديهم عن الله تعالى وعن رسوله - صلى الله عليه وسلم -.