الرد الامين (صفحة 20)

ومنها: مخالفة الحديث صريح القرآن: كحديث مقدار الدنيا وانها سبعة الآف سنة ونحن فى الألف السابعة. وهذا الحديث من أبين الكذب، لانه لو كان صحيحاً لكان كل أحد عالماً انه قد بقى للقيامة من وقتنا هذا مئتان واحدى وخمسون سنة (أى فى زمن الحافظ ابن القيم رحمه الله تعالى) " يسألونك عن الساعة أيّان مرساها؟ قل إنّما علمها عند ربى لا يجليها لوقتها إلا هو ثقلت فى السموات والأرض لا تأتيكم إلابغتة يسألونك كأنّك حفىّ عنها قل إنما علمها عند الله " (الآية 187 الأعراف) ، وقال الله تعالى: " إن الله عنده علم الساعة " (34 لقمان) ،وقال النبى - صلى الله عليه وسلم -: "لا يعلم متى تقوم الساعة إلا الله ") . انتهى كلام ابن القيم من المنار المنيف

5 – الحافظ ابن رجب الحنبلى:

قال فى شرحه للبخارى ح 557:

قال (4 / 337) : أنا الآن فى قريب رأس الثمانمائة من الهجرة وما ذكره ابن جرير من تقدير ذلك بنصف سبع يوم على التحديد لا يصلح (?) . وقد ذكر غيره أن المسبحة ستة أسباع الوسطى طولاً فيكون بينهما من الفضل سبع كامل، وذلك ألف سنة على تقدير أن تكون الدنيا بسبعة الاف سنة، وأن بعثة النبى - صلى الله عليه وسلم - فى آخرها ألفاًو هذا أيضاً لا يصح، ولا يبلغ الفضل بينهما سبعاً كاملاً) .

وقال (4 / 338) " وأخذ بقاء ما بقى من الدنيا على التحديد من هذه النصوص لا يصح

ثم قال: وإنما خرج هذا من النبى - صلى الله عليه وسلم - على وجه التقريب للساعة بغير تحديد لوقتها."

وقال الحافظ ابن رجب قال أيضاً (4 / 342) لدى شرحه لهذا الحديث أنه قد يقال:

(كنى عن كثرة العمل وقلته بطول المدة وقصرها، وفيه بعد)

وقال ابن رجب أيضاً فى نفس المرجع 4 / 334:

(مدة الماضى من الدنيا إلى بعثة محمد- صلى الله عليه وسلم -، ومدة الباقى منها إلى يوم القيامة لا يعلمه على الحقيقة إلا الله - عز وجل - وما يذكر فى ذلك فإنما هو ظنون لا تفيد علماً) . اهـ.

6 - العلامة شمس الحق العظيم آبادى:

قال فى (عون المعبود 11 / 509) لدى شرحه لحديث سعد الذى رواه عن النبى - صلى الله عليه وسلم - انه قال:

" إنّى لأرجو أن لا تعجز أمتى عند ربها أن يؤخرهم نصف يوم "

أمتى: أى أغنياؤها عن الصبر على الوقوف للحساب، عند ربها: فى الموقف، يؤخرهم: أى بتأخيرهم عن لحاق فقراء أمتى السابقين إلى الجنّة، نصف يوم: من أيام الآخرة

(قيل لسعد: كم نصف يوم؟ قال: خمسمائة سنة)

إنّما فسر الراوى نصف اليوم بخمسمائة سنة نظراً إلى قوله تعالى (وإنّ يوماً عند ربك كألف سنة مما تعدون) ، وقوله تعالى: (يدبر الأمر من السماء إلى الأرض ثم يعرج إليه فى يوم كان مقداره ألف سنة)

واعلم انه هكذا شرح الحديث العلقمى وغيره من شرّاح الجامع الصغير، فالحديث على هذا محمول على أمر يوم القيامة.

وقال المناوى: وقيل المعنى إنى لأرجو أن يكون لأمتى عند الله مكانة ومنزلة يمهلهم من زمانى هذا إلى خمسمائة سنة بحيث لا يكون أقل من ذلك إلى قيام الساعة. وقد شرحه على القارى فى المرقاة شرح المشكاة هكذا.

ثمّ قال: فالمعنى إنّى لأرجو أن يكون لأمتى عند الله مكانة ومنزلة يمهلهم من زمانى هذا إلى انتهاء خمسمائة سنة بحيث لا يكون أقل من ذلك إلى قيام الساعة.

قال العلقمى فى شرح الجامع الصغير: تمسّك الطبرى بهذا الحديث على انه بقى من الدنيا بعد هجرة المصطفى نصف يوم وهو خمسمائة سنة، وقال وتقوم الساعة ويعود الأمر إلى ما كان عليه قبل أن يكون شئ - غير البارى -ولم يبين وجهه.

وردّ عليه الداودى قال: وقت الساعة لايعلمه إلا الله، ويكفى فى الرد عليه أن الأمر بخلاف قوله فقد مضت خمسمائة سنة وثلاثمائة (?)) ، وحديث أبى داود ليس صريحاً فى انها لا تؤخر أكثر من ذلك، والله أعلم. انتهى من عون المعبود باختصار.

7 - العلاّمة الألوسى:

قال فى روح المعانى (9 / 135 ط. دار إحياء التراث) :

أخرج الجلال السيوطى عدة أحاديث فى أن عمر الدنيا سبعة آلاف سنة وذكر أن مدة هذه الدنيا تزيد على ألف سنة ولا تبلغ الزيادة عليها خمسمائة سنة، واستدل على ذلك بأخبار وآثار ذكرها فى رسالته المسماة -بالكشف عن مجاوزة هذه الأمة الألف-وسمى بعضهم لذلك هذه الألف الثانية بالمخضرمة لأن نصفها دنيا ونصفها الآخر أخرى، وإذا لم يظهر المهدى على رأس المائة التى نحن فيها ينهدم جميع ما بناه كما لا يخفى على من راجعه، وكأنى بك تراه منهدماً.

قلت: وقد توفى الألوسى رحمه الله عام 1270 هـ، أى مضى ما يقرب من قرن ونصف آخر على كلامه هذا.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015