كتابَ "الاقتصاد في صَلاح الأجساد" وفَرَغَ منه سنةَ خمسَ عشْرةَ وخمس مئة، وله في الصِّناعة "كتابُ التيسير في مُداواةِ العِلل على الأعضاء" شُهِرَ في النّاس وتَداوَلوه وانتَفَعوا به، واعتَمَدوه، وكان أبو الوليد بنُ رُشْد يُثني على هذا الكتاب أيضًا ويقولُ بفضلِه.
وأدركَتْه مُطالبةٌ عند أبي الحَسَن عليّ بن يوسُف بن تاشَفين كانت سببَ اعتقالِه بسِجن مَرّاكُش مُدّة، وبها وفيه لقِيَه أبو الحَكَم بنُ غَلَنْدُه آخرَ صَفَرِ خمسٍ وثلاثينَ وخمس مئة، ثُم سُرِّح وعاد إلى بلده وتوفِّي به سنةَ سبع وخمسينَ وخمس مئة.
تَلا عليه ابنُه أبو الحَسَن صالحٌ بقراءةِ نافع، وكان من أهل العِلم بالقراءات والعناية بها (?) وإتقان تجويدِها.
تَلا بالسّبع على آباءِ الحَسَن: البُرْجِي وابن شَفِيع وابن كُرْز، وأبي زَيْد بن حَيْوةَ، وأبي القاسم ابن النَّخّاس، وأبي المُطَرِّف ابنُ الوَرّاق وغيرِهم [5 و]. ورَوى عن أبي بحرٍ الأسَدي، وأبي بكر ابن العَرَبي، وأبوَي الحَسَن: ابن الأخضَر وشُرَيْح، وأبوَيْ عبد الله: ابن الحاج وابن أبي الخَيْر، وأبي عامر بن حَبِيب، وأبي عليّ الصَّدَفيِّ، وأبي عِمْرانَ بن أبي تَلِيد، وآباءِ القاسم: ابن ثابِت قاضي سَرَقُسْطةَ وابن جَهْوَر وابن وَرْد، وآباءِ محمد: الرِّكْليِّ وابن السِّيْد وابن عَتّاب،