تَلا بغَرناطةَ بالسَّبع على أبي بكر ابن الخَلُوف، ورَوَى بها عن أبي الحَسَن ابن أضْحَى وأبي محمد بن عَطِيّة، وتفَقَّه بالمَرِيّة عند أبي القاسم بن وَرْد. وكان فقيهًا حافظًا ذا حظٍّ من الأدب ومعرفة بالأخبار، ووَلِيَ خُطّةَ الشُّورى ببلده، وسُعِي به عندَ الأمير محمد بن سَعد فأزْعَجَه عن وطنِه وقَصَرَه على المُقام بمُرسِيَة فأقام بها إلى أن توفِّي سنة ثلاثٍ وخمسينَ وخمس مئة.
ونسَبُه فيه: أحمدُ بن عثمانَ، ولعلّه اسمُ جَدِّه أبي سعيد ونُسِبَ إليه، ونسَبَه أبو بكر ابنُ رِزق: أحمدَ بن محمد بن أبي سعيد، وكَنَاه أبا العبّاس، ويُمكنُ أن يكونَ ثُعبان لقبًا لأبيه محمد غلَبَ عليه، فإذا نحن لفَّقْنا هذه الأقوالَ وعمِلْنا على اعتبارِها نَسَقْنا ترجمتَه هكذا: أحمدُ بن أبي الحَسَن محمدٍ ثُعبانِ بن أبي سعيدٍ عثمانَ ابن حَرَز الكَلْبي، أبو جعفرٍ وأبو العبّاس البَكِّي.
رحَلَ إلى المشرِق وحَجَّ وأخَذَ بمكّةَ شرَّفها اللهُ عن الإمام أبي مَعشَر عبد الكريم بن عبد الصَّمد بن محمد بن عليِّ بن محمد الطَّبَري ولازَمَه كثيرًا وأخَذ عنه جميعَ تصانيفِه، وقَفَلَ إلى الأندَلُس فنزَلَ إشبيليَة. رَوَى عنه أبَوا بكر: ابن خَيْر وابن رِزْق، وأبو جعفر ابنُ مَضَاء، وأبو الحَسَن نَجبَةُ، وأبَوا القاسم: ابن عليٍّ السَّبْتي القَرّاق، وابن محمد الشَّرّاط، وأبو عبد الله بن حَمِيد (?)، وأبو محمد