كانت للوزير عبد الرّحمن بن موسى بن حُدَيْر (?)، فطلَّقَها على عهدِ الحَكَم، فخَلَفَ عليها المنصورُ أبو عامرٍ محمد بن عبد الله بن أبي عامر ولم يُفارقْها حياتَه، وكانت أريبةً من صَوالح النساء.
ولمّا خالَفَ أبوها غالبٌ وظفِرَ به المنصورُ امتَحنَها بأنْ أمَرَ بعَرْض رأس أبيها عليها لمّا أنفَذَه إلى قُرطُبة، فلمّا وُضع بين يدَيْها قالت: الحمدُ لله الذي أراحَك وحَكَم لمولاك، أمَا لولا طاعةُ الإمام المولى وحقُّ الزّوج المُطاع لقَضَيْتُ للحُزنِ عليك أوطارًا، وإنّي بالحُزن لكَ لأَوْلى منّي بالحُزنِ عليك، عليّ بماءَ الورد والطِّيب، [فغَسَلت] وجهَه ورَجَّلت شعرَه، ونثَرَت عليه مِسكًا كثيرًا [ووَجّهت به إلى] الخليفةِ هشام المؤيَّد. وكان مهلِكُ غالب يومَ السّبت [لأربع خَلَوْنَ من المحرَّم سنة] إحدى وسبعينَ وثلاث مئة.
[كانت شاعرةً] مُحسِنة، خاطَبَت عبدَ المؤمن بن عليّ برسالةٍ تمتُّ إليه فيها بسَلَفِها [العامريِّ، وتسألُه] رَفْعَ الإنزال عن دارِها والاعتقالِ عن مالِها، وفي آخِرها قصيدةٌ، منها [من الوافر]: