ومن شعرِه يخاطبُ الوزيرَ أبا الحَسَن عليَّ بن أبي العلاء بن جامع (?) في شأنِ وكيلِه، وكان يُدعَى عَمْرون، وقد مَطَلَه بشيءٍ أمَرَ لهُ به [من المتقارب]:
نَوالُكَ يا سيِّدي محُسِبُ (?) ... ورَبْعُك للمعتفي مُخصِبُ
ولفظُكَ مستعذَبٌ طيِّبٌ ... ونثرُك من عَذْبِه أطيبُ
وعُذرُ وكيلِكَ في مَطْلِهِ ... يَلُوحُ ولكنّه يُتعبُ
وقد صِرْتُ زيدونَ عَمْرٍو بكمْ ... وعمرونُ صار الذي يُضرَبُ
وعكسَ القضيّة في عصرِنا ... يقول النُّحاةُ إذا أعرَبوا (?)
ومنه في نَبْذِ مَلولٍ من الرؤساء [من البسيط]:
أقمتُ أخدُمُكم حتّى رأيتُ لكمْ ... من المَلال ضُروبًا ليس تنفهمُ
وما المَلالُ بعَيْبٍ في الملوكِ على ... أنّ المَلالَ يُنافي أصلَهُ الكرَمُ
لقد طمِعتُ بتخصيصٍ يُغبِّطُني ... ولم أخَلْ أنهُ بالسّين يُرتسمُ
إذا مَلِلتُمْ ولم تَسْخوا بنائلِكمْ ... فدارُ مَن قد دَرَاني قبلَكمْ حرَمُ
رَوى عن أبيه، وتوفِّي بمَرّاكُشَ في نحوِ ستَّ عشْرةَ وست مئة.