أخَذَ ببلدِه [عن جماعة، منهم: أبو] الحَسَن عَبّادُ بن سرْحان، ثم وَرَدَ الأندَلُسَ طالبًا العلمَ، [فرَوى بقُرطُبةَ عن أبي] بحرٍ الأسَديّ، وأبوَيْ محمدٍ: ابن السِّيْد وابن عَتّاب، وبمُرْسِيَةَ عن [أبي عليّ الصَّدَفيّ] وأبي محمد بن أبي جعفر، وعاد إلى بلدِه.
رَوى عنه أبو عبد الله بنُ [أحمدَ بن وشون (?)] وأبو القاسم عبدُ الرّحيم ابن المَلْجوم، وأبو محمد بن فَلِيج.
وكان فقيهًا حافظًا مُفتِيًا مُشاوَرًا محدِّثًا ذاكرًا، عَدْلًا ثقةً، فاضلًا حاجًّا، وُلد عامَ اثنين [وسبعينَ] وأربع مئة، وتوفِّي بفاسَ عام ستةٍ وخمسينَ وخمس مئة.
رَوى بمَرّاكُشَ عن أبي عُمرَ مَيْمونِ بن ياسين اللَّمْتُونيّ، وبقُرطُبةَ عن أبي بحرٍ الأسَديّ، وأبي محمد بن عاتٍ وأكثَرَ عنه، وبفاسَ عن أبي محمد بن أيّوب الشاطبيّ، وببَلَنْسِيَةَ عن أبي الحَسَن طارقِ بن يَعِيش، وبمُرْسِيَةَ عن أبي عليّ الصَّدفي، وأبي الوليد ابن الدَّبّاغ.
وكان محدّثًا حافظًا ذكيًّا فهِمًا حسَنَ الخَطّ، واقتنَى من دواوين العلم ما لم يكنْ لأحدٍ مثلِه في عصرِه، وكانت له في قومِه رياسة، وهو فخرُ لَمْتُونةَ العِلميُّ، ليس لهم مثلُه ممّن دخَلَ الأندَلُس، وجمليه قام أبو الحَكَم بن الحَسَن بن حَسُّونٍ بمالَقةَ كما تقَدَّم في رَسْمِه (?)، ووَليَ بَلَنْسِيَةَ ليحيى بن عليّ بن غانيةَ نحوَ