قال: سمِعتُ الحَسَنَ بن الحُسَين البَزّارَ يقول: سمِعتُ إبراهيمَ بن مَعْقِل (?) -هو النَّسَفيُّ- يقول: سمِعتُ محمدَ بن إسماعيلَ البخاريَّ يقول: ما أدخَلتُ في هذا الكتابِ -يعني "الجامع"- إلا ما صَحَّ وتركتُ من الصّحاح كي لا يَطولَ الكتاب. فقد صَرَّح البخاريُّ رحمه اللهُ بأنه ترَكَ من الصَّحيح عندَه قَصْدًا للاختصار، وفي حُكمِه بصحةِ هذا الحديث ومتابعةِ التِّرمذيِّ إياه على ذلك دليلٌ على أنّ راويَيْهِ سَعِيدَ بن سَلَمة والمُغيرةَ بنَ أبي بُرْدةَ في عِداد من يُقبَلُ حديثُهما ويُحتَجُّ بهما، ويؤيّدُ ذلك إدخالُ مالكٍ حديثَهما في "موطئه"، وذلك توثيقٌ لهما، ويُقوّي ذلك في المغيرة باستعمالِ عُمرَ بن عبد العزيز إياه، فلم يكنْ رضيَ اللهُ عنه لِيَستعملَ إلا أهلَ العدل والفَضْل من خِيَار هذه الأُمة، ودخَلَ الأندَلُسَ معَ موسى بن نُصَيْر، وكان يُخرِجُه أبدًا على العساكر (?)، وقد تقَدَّم له ذكْرٌ في رَسْم عبد الله بن المُغيرة.
قالَ ابنُ بَشْكُوال فيه: تابعيٌّ [إن صَحَّ خبَرُه، وحَكَى عن] عبد الله بن عابد أنه وَجَدَ بخطِّ الحَكَم ما يدُل على [تعميرِه (?).