حين طابت الثمار، واشتهيت الظلال والنساء والناس إليها صعر (?).
لم يكن سبب وقوع هذه الغزوة، أمرا خاصا كما يقوله اليعقوبى فى تاريخه، أنه خرج إليها -صلى اللَّه عليه وسلم- لاخذ ثأر ابن عمه جعفر ابن أبي طالب رضي اللَّه تعالى عنه الذى استشهد فى غزوة مؤتة، ولا ما يقوله ابن سعد فى طبقاته الكبرى، أنة توجه إليها بناء على الاخبار التى وردت الى المدينة، بأن الروم جمعت جموعا كبيرة فى الشام، فتريد الهجوم على المدينة، وهناك أسباب أخرى ذكرها المؤرخون إلا أنها لم تكن صحيحة لانها لم تثبت عن طريق الأسانيد الصحيحة، إنما خرج إليها -صلى اللَّه عليه وسلم- بناء على أمر إلهي شامل، عندما أنتهت الحروب الداخلية فى الجزيرة العربية، فعليه أن يوجه عنايته الى خارج الجزيرة لإبلاغ هذه الرسالة السامية، مستندا على قوله تعالى: {قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ} (?) هذا هو الامر الالهى الذى كان سببا أساسيا لوقوع غزوة تبوك، وهو قول ابن عباس، ومجاهد، وعكرمة وسعيد بن جبير، وقتادة، والضحاك بن مزاحم الهلالى، وغيرهم رحمهم اللَّه تعالى.
وقد بحثت عن أسانيد هذه الاقوال، فوجدتها كلها تقريبا صالحة للاحتجاج بها، ففصول هذه الغزوة عبارة عن مائة وعشرين حادثة متنوعة وقعت فى غزوة تبوك، وقد حققت منها، ثلاثًا وسبعين حادثة