بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الحمد للَّه الذى أعزنا بمحمد -صلى اللَّه عليه وسلم-، إذ بعثه إلينا هاديا، ومرشدا ومجاهدا، وداعيا إلى اللَّه بإذنه وسراجا منيرا، والصلاة والسلام على خليله الهادى إلى الحق الأبلج، وعلى من سار بهداه، من الأولين والآخرين إلى يوم الدين أما بعد،
فهذا موجز بسيط لما فى هذه الفصول الثلاثة والسبعين، من أمره -صلى اللَّه عليه وسلم- وشأنه، من رفعة هذا الدين، وبذله صلى اللَّه عليه وسلم ماله، وحياته، وجهده لإعلاء كلمة الدين، وذلك قيامه -صلى اللَّه عليه وسلم- فى سنة تسع من الهجرة، بأداء أكبر واجب اسلامى نحو تمديد هذه الرسالة السامية، وهو اداؤه صلى اللَّه عليه وسلم فريضة الجهاد، فى آخر غزوة غزاها -صلى اللَّه عليه وسلم-، وهي غزوة تبوك.
فخرج إليها -صلى اللَّه عليه وسلم- فى رجب سنة تسع من الهجرة، يوم الخميس، لخمس خلون من رجب بأكبر جيش إسلامي بلغ عدده ثلاثين ألفا، على أصح الروايات المحققة فى قحط شديد من كل شئ،