الاسناد، والتمييز بينهم فإذا ذكرهم فقد بزلت ذمته الى حد بعيد، لانه لا يبلغ الدرجة العلمية الكافية التى تمكنه من الحكم على صحة الحديث أو ضعفه بمجرد قوله: هذا حديث صحيح أو حسن، أو نحو ذلك، وأما إذا وضع رجال الاسناد أمام أهل العلم فى بحثه، ثم حكم حسب هذه الدراسة الحاضرة على اسناد معين بالصحة أو الضعف فهذا أسلم له ولدينه، وعلمه فإذا كان مخطئا فى نفس الأمر فى عدم معرفة الرجال أو خلط بين اسمائهم فحينئذ قد يوجه اليه النقد الذى يوجهه الى صوابه، إن شاء اللَّه تعالى.
ثم يوضع التخرج الذى سبقت دراسته قبل نقد الرجال.
أما فوائد هذا النوع من الدراسة، فلا يخفى عليك، ان فى تخرج الحديث لفوائد عظيمة نافعة، لا يمكن استيعابها فى هذه المقدمة الموجزة إلا أنى أذكر لكم بعضا منها على سبيل المثال:
أ- معرفة طرق الحديث المتعددة التى يمكن أن تكون كلها صحيحة فى حالة ما فيحكم على الحديث المروى عن هذه الطرق حينئذ بالتواتر، أو بالشهرة أو نحو ذلك، أو تكون بعض طرقها صحيحة، وبعضها ضعيفة فحينئذ تكون هذه الطرق كلها، أو بعضها فى اعتبار المحدث، فلا يمكن أن يحكم على الحديث الا فى ضوئها، وهذا من أكبر الفوائد.