وللحافظ ابن حجر رحمه اللَّه فى تعاليق البخارى كتاب حافل عظيم سماه تغليق التعليق (?) وأما إذا كان الحديث روى عند الإمام أحمد فى مسنده مثلا وعند غيره من الأئمة، وقد أخرجه الشيخان أيضا، ففى مثل هذه الحالة أنا مختار فى أن أبحث عن رجال الإمام أحمد وغيره أو لا أبحث، ولا أقصد حينئذ صحة الحديث، بل هناك أمور كثيرة، منها التمرن على حفظ تراجم رجال الحديث، ومعرفة كتب تراجم الحديث، والتطبيق العملى لما درس فى مصطلح الحديث. وزد على ذلك أن الاسناد قد يكون ضعيفا عند الإمام أحمد وغيره مع أن الحديث مروى عند الشيخين باسانيدهما الصحيحة. وهذه هى الفائدة عن بحث رجال الاسناد، بعد تخريج الحديث، أما إذا كان الحديث لم يرو فى الصحيحين أو فى أحدهما مطلقا. فهنا الزم نفسى على نقد رجال الاسناد، والبحث عنهم، ثم الحكم على الحديث أما صحة أو ضعفا أو نحو ذلك، حسب ما ظهر عن الدراسة النقدية، وأحيانا لا أبحث عن رجال الاسناد اطلاقا فى حديث ما. فأفهم فى مثل هذه الحالة أن رجال الاسناد كلهم ثقات، أو يحتج بحديثهم وقد مر ذكرهم فى الاسانيد السابقة.

وفى ذكر رجال الاسناد فوائد عظيمة نافعة خصوصا إذا كان طالب العلم حديث العهد بهذه الدراسة، لانه قد يخطئ فى تعيين بعض رجال

طور بواسطة نورين ميديا © 2015