لوط، وذلك كالأرض إذا استولى عليها الشوك والدغل فلا بد من نسفها، وتسليط النار عليها حتى تعود بيضاء.
الناس ضربان: خاص، وعام.
فالخاص: من قد تخصص من العارف بالحقائق دون التقليدات ومن الأعمال بما يتبلغ به إلى جنة المأوى، دون ما يقتصر به على الحياة الدنيا.
والعام: إذا اعتبر بذلك فالذين يرضون من العارف بالتقليدات، ومن أكثر الأعمال بما يؤدي إلى منفعة دنيوية.
وإذا اعتبرنا بأمور الدنيا: فالخاص: من يتخصص من البلد بما ينخرم بافتقاده إحدى السياسات المدنية، والعام: من لا ينخرم بافتقاده شيء منها.
وهم من وجه آخر ثلاثة: خاصة، وعامة، وأوسطهم المسمَّون في كلام العرب بالسوقة.
فالخاص: هو الذي يسوس ولا يساس، والعام: الذي يساس ولا يسوس، والوسط: الذي يسوسه من فوقه، وهو يسوس من دونه.
ومن جهة أخرى ثلاثة أضرب: أصحاب الشهوات: وهمهم الجدة واليسار والأكل والشرب والبِغال. وأصحاب الكرامة والرياسة: وهمهم المدح واجتلاب المحمدة والصيت.
وأصحاب الحكمة: وكل واحد منهم يستعظم من هو من جنسه، ولهذا
احتاج السلطان أن يتخصص بكل ذلك ويستبد به ليكون معظماً، عند كل ضرب من الناس، فيعظمه أصحاب الحكمة لحكمته، وأصحاب الكرامة لكرامته، والرياسة لرئاسته، وأصحاب الشهوات لماله وكثرة قيناته.
ومن وجه آخر ثلاثة أضرب: ملكي، وشيطاني، وإنسي.
فالملكي: الذي يستعمل القوة العاقلة بقدر جهده وهم المؤمنون حقًّا، والشيطاني: هو الذي يستعمل القوة الشهوية من غير تلفت إلى مقتضى العقل، والإنسي: الذي خلط عملًا صالحًا وآخر سيئًا، وهم المذكورون في قوله تعالى: (فَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ (88) فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّتُ نَعِيمٍ (89) وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ (90) فَسَلَامٌ لَكَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ (91) وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ (92) فَنُزُلٌ مِنْ حَمِيمٍ (93) وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ (94)