العدو: هو الذي يتحرى اغتيال الآخر ويضاده فيما يؤدي إلى مصالحه، ومنه قولهم: تعدى فلان على فلان، أي: فعل به فعل العدو وهو من قولهم: مكان ذو عدو، أي: متنافي الأجزاء ناب بمن حله، ويضاد العداوة الولاية واشتقاقه من وليه يليه، والولاء أعم من الصداقة والمودة.
والعداوة ضربان: باطن: لا يدرك بالحس، وظاهر: يدرك بالحس.
والتام العداوة اثنان:
أحدهما: الشيطان: وهو أصل كل عدو يعادي معاداة جوهرية، وقد حذرنا اللَّه تعالى منه غاية التحذير بقوله: (إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا)
وقال: (أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَنْ لَا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ)
وقال: (إِنَّ هَذَا عَدُوٌّ لَكَ وَلِزَوْجِكَ)
وقال: (وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (168) .
والثاني: الهوى المعبر عنه بالنفس في قوله تعالى: (إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ) .
وقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: " أعدى عدو لك نفسك التي بين جنبيك ".
وكذا الغضب إذا كان فوق ما يجب، ولكون هذه القوة في الإنسان إذا أثيرت طريقًا للشيطان في وصوله إلينا، وكونها كالخليفة له سمَّاه النبي - صلى الله عليه وسلم - باسمه فقال: " الهوى شيطان والغضب شيطان "، وقال تعالى حكاية عن موسى: (هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُضِلٌّ مُبِينٌ (15) .
وأما الظاهر من الأعداء فالإنسان، وذلك ضربان:
ضرب: هو عدو مضطغن للعداوة: قاصد إلى الإضرار إما مجاهدة وإما مساترة،وذلك اثنان: واحد يعادي كل أحد، وهو كل إنسان سبعي الطبع، خبيث الطينة، مبغض لكل من لا يحتاج إليه في العاجل، بغيض إلى كل نفس، يهارش كل من