يهدي بها في ظلمات البر ... كلاً وفي ظلماء لج البحر
وعدد السنين والحساب ... يعلمه بها ذوو الألباب
وتعلم الأنواء والمنازل ... ذا طالع منها وهذا آفل
شواهد تشهد بالتوحيد ... للواحد المبتدع الحميد
واسم إلى تفكر في النفس ... تبصر قواها في محل القدس
بحجم جسم العالم المحيط ... المستدير الشكل ذي التخيطي
وانظر إلى التسخير فيها لازما ... يؤمها كما يؤم العالما
يلحقها النقصان والزياده ... وأنها ليست لها إراده
من ذاتها في حالة التصريف ... فهي تنقاد إلى التكليف
لقوة العقل الذي يحملها ... فهو إلى اختياره ينقلها
إذ هو أعلى رتبة واشرف ... منها إذا حصلته وألطف
لكنه تلحقه الآفات ... من غيره والعجز والعاهات
فدل ذاك أن رباً فوقه ... باين بالذات والاسم خلقه
يملكه وكل ما سواه ... ملك إحاطة قد احتواه
وكم له في خلقه من آيه ... تنبئ أن ليس له نهايه
يبصرها ذو الفطن الصحيحه ... إن أعمل الفكرة والقريحه
واعتبر المقايس المطروده ... فبعضها ببعضها معتضده
بينة في حجج العقول ... شاهدة بالصدق للرسول