إن له فاعقل كلامي وسطا ... كذاك فتش الغطا
في أن ما ظاهره مشهود ... ففيه فاعلم باطن موجود
والخبر الصحيح باتفاق ... سماعنا عن مصر والعراق
وعلمنا البحر وإن لم نره ... علم صحيح ليس فيه شبه
والنقل في تواتر الأخبار ... يغني عن الرؤية بالأبصار
وهو بالجم الغفير كاف ... وبالجماهير بلا خلاف
وكل محسوس فذو ابتداء ... ومدة تفضي إلى انتهاء
والحد قول موجز مطبوع ... مخصص يدرى به الموضوع
والاسم ما دل على الموجود ... فمازه من سائر المعدود
واعلم بأن الجسم والزمانا ... مصطحبان أبداً قرانا
إذ الزمان حركات الجسم ... وذاك أقصى مدرك بالوهم
وكل شيء جوهر أو عرض ... إلا الذي الطوع له مفترض
فإن فحصت قائلاً ما الجوهر ... وما هو العرض إذ يفسر
فالجوهر الحامل للأعراض ... وهو الذي ليس بذي أبعاض
والعرض المحمول كالألوان ... وحركات الجوم والإسكان
وقسمة الوجود فضروب ... بثلاثة يدركها اللبيب
ما تجد الخمس من الحواس ... فافهم هداك الله رب الناس
ثم وجود لمثال العقل ... يعرف هذا ذو الحجى والنبل
ثم وجود ثالث رفيع ... فوق العلا علمه البديع