وكنت معه يوماً على جرية ماءٍ في موضعٍ حسنٍ يحار فيه الطرف، ويقصر عنه الوصف، وأقمنا هنالك أياماً في أطيب عيش وأظرف منظر، وكنت أهيجه للقول فقلت:

شربنا على ماءٍ كأن خريره ... خرير دموعي عند رؤية أزهر

حلفت بعينيها لقد سفكت دمي ... بأطراف فتان وألحاظ جؤذر وقلت:

شربنا على ماءٍ كأن خريره ... فقال مبادراً:

بكاء محب بان عنه حبيب ...

فمن كان مشغوةفاً كئيباً بإلفه ... فإني مشغوف به وكئيب وأزهر التي بذكر جارية كانت لبعض إخواننا، وله بها كلف، وفيها يقول:

خليلي في ريح الصبا لو تنسمت ... علسينا شفاء من هوىً متسعر

رسول التي في صوتها سوط لحظها ... على هائمٍ مثلي بها غير مقصر

تذكرت بالوادي زماناً لقيتها ... به فيه والمشتاق حلف تذكر

فلو صب في كأسي أذىً لشربته ... على شرط أن أسقاه من كف أزهر وورد عليه يوماً رسول حسن الورد ومعه قفص فيه طائر يغرد

طور بواسطة نورين ميديا © 2015