غير ما قصيد، ومقطوعات في النسيب وجدتها بخط الأديب أبي علي الحسن ابن الغليظ من أفق مالقة أيضاً، صاحبه الكثير الاتصال به والمنادمة له، وقد اخترت منها ما يليق بشرط هذا المجموع.
قال أبو علي: أردت يوماً الأنس به، فعلمت اتصال شربه، فانفردت مع صديق وكتبت إلى ابن السراج:
يا خليلاً صفا وكدر يومي ... هل إلى الطيب في غدٍ من سبيل -
لو تراني أسارق اللحظ خلي ... وأسقى من ريقه المعول
لتمنيت أن ترى " حسن الور ... د " تغنيك بالغناء الثقيل
يا خليلاً مثاله نصب عيني ... لو خلونا إذن شفيت غليلي فألفاه رسولي سكران فكتب إليّ:
يا صديقي شغلت عنك بخطبٍ ... لم يكن لي بتركه من سبيل
وغداً نلتقي عليها سلافاً ... مزةً في حرارة الزنجبيل
أثقلتني هوىً بقد خفيفٍ ... حسن الورد فوق ردفٍ ثقيل
سلبت صبري الجميل وقلبي ... بجفونٍ نجل ووجه جميل
كحلت بالسهاد والدمع طرفي ... يوم أبصرتها بطرف كحيل
هي سؤلي من الملاح كما أن - ... ك من سادة الأخلاء سولي
لا عدتني زيارة منك تذكي ... نور عيني سناً وتشفي غليلي