فاقرأه سلامها، ودفع إليه القفص هدية منها إليه، وأخبرني بذلك، واجتمعنا إثر هذا وهجته لذكرها، وبين يدينا كثير نضير معلق من أغصانه، فقال:
ذكرت بالورد حسن الورد شقته ... حسناً وطيباً وعهداً غير مضمون
هيفاء لو بعت أيامي لرؤيتها ... بساعة لم أكن فيها بمغبون
كالبدر ركبه في الغصن خالقه ... فما ترى حين تبدو غير مفتون
فاشرب على ذكرها خمراً كريقتها ... وخصني بهواها حين تسقيني قال: فقلت أنا:
بدا الورد في أغصانه متعرضاً ... يذكرني من إسمه حسن الورد
يذكر أياماً نعمنا بطيبها ... ورشف رضابٍ طعمه حسن الورد
فدعني ولا تلح على الحب أهله ... فلو كنت تدري لم تلمني على وجدي وقال أبو عليّ:
ولما تبدى الورد فوق غصونه ... وذكرني بالورد في صفحه الخد
ذكرت به من خده لي روضه ... تهيم بها من حسنها روضة الورد
فقلت لمن عهدي له مثل عهده ... سقاك الحيا من صاحب حافظ العهد
وقلت اسقني كأساً على طيب ذكرها ... فإني مشغوف بها بينكم وحدي وشربنا يوماً على ماءٍ يتفجر من أعالي أحجار، وقد أحدقت بنا عدة