وإذا خبرت الناس لم تلف امرءاً ... ذا حالة ترضيك لا يتحول

ما بالهم - بكبت بهم آمالهم - ... كل يعيب ولا يرى ما يفعل

فمساتر ضعفت قوى آرائه ... ومجاهر يرمي ولا يتأمل

ومقلد متعاقل متأدب ... وإذا اختبرت فباقل هو أعقل

ومن الغرائب من يقارع في النهى ... أهل البصائر وهو فيهم أعزل ومنها:

حاولت أن ألقى الزمان بطبعه ... لولا الوفاء وشيمة لا تنقل

في الأرض متسع لنفس حرة ... إن تنب منزلة دعاها منزل وأنشد له:

بعينك هل لي منهما متخلص ... فإن كنت تدريه فكيف يكون -

وإن زماناً ضن عني بوصلكم ... على طول ما قاسيته لضنين وأنشد له:

أمط عنك لومي فالطباع ضروب ... ومن سالم الأيام فهو لبيب

إذا ما تجنى المرء من غير علة ... فليس لداء الود منه طبيب

وإن كان ما قد حال منه لعلة ... فكل مداو بالعتاب مصيب

يقولون لي غمض على غدر من مضى ... ولا تعتبن إن الوفاء غريب

فقلت لهم إني غريب كمثله ... وكل غريب للغريب نسيب @فصل في ذكر الأديب أبي عبد الله بن السراج المالقي

محسن في أهل عصره معدود، وشاعر بني حمود، وله فيهم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015