فجعل قافية البيت " هلاكا " فهلك، وذلك أنه ارتحل عن شيراز حضرة عضد الدولة بعد أن وصل إليه من صلاته أكثر من مائتي ألف درهم، فخرج عليه في طريقه قوم من بني ضبة الذين كان هجاهم، فحاربهم فأجلت الوقعة عن قتله وقتل ابنه محسد ونفر من غلمانه، وفاز الأعرابي بماله، وذلك سنة أربع وخمسين وثلاثمائة. وأول من جرت على لسانه ألفاظ يتطير منها المؤمل بن أميل في قوله:
شف المؤمل يوم الحيرة النظر ... ليت المؤمل لم يخلق له بصر فعمى.
ومن شعر ابن شماخ من جملة قصيدة وصف فيها ارتحاله عن وطنه، ومثواه باشبيلية على غير رضى، أولها:
يا ليت شعري هل دامت لهم حال ... عهدتها في حفاظ العهد أم حالوا - يقول فيها:
فإن تكن سائلا عمن تركت فقد ... شاب الشباب وقد شب الاطيفال
صبرت والبعد أحوال وذاعجب ... ولم أكن صابراً والبعد أميال
أرجو الإياب لفأل فيه أسمعه ... والدهر يفعل ما لا يخبر الفال