وفي قوله:
ألا يشب فلقد شابت له كبد ... شيباً إذا خضبته سلوة نصلا وفي قوله:
لم يحك نائلك السحاب وإنما ... حمت به فصبيبها الرحضاء فجعل كما تسمع للطيب واليلب والبيض قلوباً، وللكبد شيباً وللسحاب حمى، [كما جعل أبو تمام الدهر يصرع في قوله:
خطوب كأن الدهر منهن يصرع ... وجعله بشار يموق بقوله:
وما أنا إلا كالزمان إذا صحا ... صحوت وإن ماق الزمان أموق وكذلك] أخذ على المتنبي في قوله:
لويته دملجاً على عضد ... لدولة ركنها له والد لما كان الممدوح عضد الدولة أراد أن يصوغ له دملجاً فأخطأ الصوغ، لا سيما في بيت ختم به القصيدة، وهو آخر ما يقع في السمع؛ وأعجب من الصحاب ابن عباد حين لم يجد من استعارات أبي تمام شيئاً ينعاه إلا قوله " ماء الملام " وليس هذا بأعجب من قوله: " هو كوكب الإسلام أية ظلمة ".